زفة صوفية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في القاهرة: الأعلام والطبول تزين المسجد الجعفري وتصل إلى الحسين (صور)

زفة صوفية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في القاهرة: الأعلام والطبول تزين المسجد الجعفري وتصل إلى الحسين (صور)

في أجواء مفعمة بالروحانية، تزينت شوارع القاهرة القديمة بأصوات الذكر والمديح، حيث انطلق عصر اليوم موكب الطرق الصوفية السنوي من أمام مسجد سيدي صالح الجعفري في منطقة الدراسة، احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف، بمشاركة الآلاف من المريدين والأتباع القادمين من مختلف أنحاء الجمهورية.

بدأت فعاليات هذا المشهد المنتظر بعد صلاة العصر مباشرة، حين تجمع أتباع الطرق الصوفية من مختلف محافظات مصر، رجالًا ونساءً وأطفالًا، في تظاهرة روحية ملؤها المحبة والذكر، ورغم الزحام الكبير، كانت الأجواء مفعمة بالإنشاد والأوراد، مما جعل الحشود تتحرك بانسجام يشبه الموج المتمايل.

على أنغام الدفوف، ترددت المدائح النبوية: «اللهم صلِّ صلاة الرضا على البدر طه»، وغيرها من الأناشيد التي تعاقبت لتشكل خلفية روحانية فريدة، بينما كان المشاركون يسيرون في موكب طويل يمتد عبر شوارع القاهرة، ليعيد إلى الأذهان ملامح احتفالات تعود جذورها إلى مئات السنين

ورغم الزحام، لم تغب البهجة الشعبية، فقد اصطف المواطنون على جانبي الطريق، بعضهم يرفع الهواتف لالتقاط الصور، وآخرون يكتفون بالتلويح أو ترديد الأدعية مع الموكب، بينما أطلقت النساء زغاريد متواصلة ابتهاجًا بمرور «المحبين»، مما جعل الموكب يبدو كأنه ليس مجرد طقس صوفي، بل لحظة جامعة يجد فيها المصريون مساحة للتعبير عن محبتهم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، مهما اختلفت مشاربهم.

بين الرايات المتشابكة والألوان المتداخلة، برزت ملامح الأطفال الذين حملوا الرايات الصغيرة، يلوحون بها بفخر وكأنهم يكتشفون للمرة الأولى سحر هذا التراث، فيما كان كبار السن يسيرون بخطى واثقة خلف طرقهم، حاملين على وجوههم أثر السنين، وفي أعينهم بريق محبة لا يخبو.

ومع اقتراب المسيرة من مسجد الإمام الحسين، بدا الحماس يتضاعف، وازدادت الأصوات، واشتعلت الطبول، حتى وصلت «الزفة» إلى الساحة الواسعة حيث كان في الاستقبال الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وأعضاء المجلس ومشايخ الطرق، وهناك وقفت كل طريقة أمام شيخ المشايخ لتقرأ الفاتحة، في طقس رمزي يعكس الوحدة رغم تنوع المشارب.

بعد ذلك، اتجه الجميع إلى داخل المسجد لأداء صلاة المغرب، إيذانًا ببدء الاحتفالية الكبرى، بينما استمر المواطنون في متابعة المشهد حتى اللحظة الأخيرة، يتبادلون الانبهار والسرور.

وهكذا، انتهت رحلة «الزفة» التي حملت آلاف الخطوات عبر شوارع القاهرة، لكنها تركت وراءها مشهدًا غنيًا بالدلالات: أن الروحانية الصوفية، برمزيتها الشعبية وعمقها التاريخي، ما زالت قادرة على جمع المصريين على حب واحد، حب النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

إقرأ نيوز</span>
عبر Google News تابعوا آخر أخبار عبر Google News