كشف أسرار جريمة أطفال دلجا: كيف نجت السموم من حرارة الفرن؟

أعلنت وزارة الداخلية، في بيان رسمي صدر يوم الأحد، أن المادة السامة التي تسببت في وفاة أب وأطفاله الستة في قرية دلجا بمركز ديرمواس جنوب المنيا، هي مبيد حشري شديد الخطورة يُعرف باسم «الكلور فينابير»، والذي يتميز بقدرته على البقاء فعّالًا حتى بعد تعرضه للحرارة داخل الفرن، مما حول أرغفة الخبز إلى «وجبة قاتلة» للأسرة، في واحدة من أكثر وقائع التسمم صدمة التي أثارت الرأي العام مؤخرًا والمعروفة إعلاميًا بـ«قضية الموت الغامض».
وحسب ما ذكرته الوزارة في بيانها، فإن الزوجة الثانية للأب هي المسؤولة عن هذه المأساة، حيث قامت بإضافة مادة سامة داخل الخبز الذي أعدّته لزوجها وأطفاله، انتقامًا منه بعد أن أعاد زوجته الأولى إلى عصمته، خوفًا من أن يقرر الانفصال عنها تحت ضغط أبنائه وزوجته الأولى.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل حافظ، أستاذ علم السموم الإكلينيكية بكلية الطب بجامعة المنيا، واستشاري علاج التسمم بالمستشفى الجامعي ووزارة الصحة المصرية، وهو أحد الأطباء الذين تابعوا حالات الأطفال الضحايا، أن المادة المستخدمة في واقعة «الموت الغامض» في قرية دلجا هي مادة خطيرة وحديثة تُستخدم كمبيد حشري، ولا يزول تأثيرها بالحرارة، وهو ما يفسر بقائها فعّالة حتى بعد دخولها الفرن أثناء إعداد العيش المسموم.
وأوضح أن هذه المادة تُدعى «الكلور فينابير»، وهي تنتمي إلى مجموعة جديدة تختلف عن المبيدات الحشرية الفسفورية العضوية التقليدية المستخدمة في الزراعة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد حتى الآن ترياق أو علاج مباشر لها.
وكانت قرية دلجا قد فقدت خلال شهر يوليو الماضي أسرة كاملة، باستثناء الأم وزوجة الأب، نتيجة أعراض متشابهة وسريعة التطور، والضحايا هم: ريم ناصر (10 سنوات)، عمر ناصر (7 سنوات)، محمد ناصر (11 سنة)، أحمد ناصر (5 سنوات)، رحمة ناصر (12 سنة)، فرحة ناصر (14 سنة) التي توفيت بعد أشقائها بنحو 10 أيام، وأخيرًا الأب نصر محمد (48 سنة)