استمتع بسحر البحر الأحمر: جولات اللنشات الزجاجية في الغردقة لمدة ساعة من المتعة والإثارة!

لا يمكن أن تكتمل زيارة مدينة الغردقة، عاصمة السياحة الشاطئية في مصر، دون القيام بجولة بحرية قصيرة على متن أحد اللنشات السياحية أو القوارب الزجاجية التي تملكها مراكز الغوص والأنشطة البحرية المنتشرة على طول الشاطئ، وعلى الرغم من أن هذه الجولة تستغرق عادةً ما بين ساعة إلى ساعتين، إلا أنها توفر تجربة غنية مليئة بالمتعة والانبهار والجمال الطبيعي الفريد الذي لا يمكن العثور عليه في أي مكان آخر سوى في الغردقة.
محمد حسن، منظم رحلات بحرية بالغردقة، أوضح أن الرحلة البحرية تبدأ من المراسي السياحية أو من شواطئ الفنادق الكبرى، حيث ينتظر السائحون بفارغ الصبر لحظة الإبحار، وما إن يضع السائح قدمه على متن اللنش حتى تبدأ المغامرة مع أصوات المحركات، وفي لحظات يبتعد القارب الزجاجي عن الشاطئ تاركًا خلفه المدينة وضوضاءها، ليفتح أمام الزوار صفحة جديدة مع الطبيعة البكر والشعاب المرجانية والأسماك الملونة والسباحة مع الدلافين، وخلال ساعتي الإبحار، يمكن للزائر رؤية الغردقة من زاوية مختلفة تمامًا، حيث تظهر الفنادق والمنتجعات في مشهد بانورامي يمتد على طول الساحل، بينما تبدو الجزر القريبة وكأنها لوحات فنية من الرمال البيضاء والأشجار القليلة من المانجروف التي تقاوم عزلتها عن البحر، أما المياه، فبلونها الأزرق الممزوج بالفيروز، تكشف عن أسرارها شيئًا فشيئًا، إذ يطل السائح على أسراب من الأسماك الملونة التي تقترب من سطح الماء، وكأنها تشارك الزوار احتفالهم بالرحلة.
حسان الأقصرى، منظم رحلات بحرية، أكد أن المرافقين السياحيين لا يتركون لحظة تمر دون أن يضيفوا قيمة معرفية للسائحين خلال الرحلة البحرية، فيروون حكايات عن تاريخ المدينة وبداية النهضة السياحية فيها، ويشرحون للزوار أهمية الشعاب المرجانية التي جعلت الغردقة واحدة من أشهر وجهات الغوص في العالم، وتشتمل بعض الجولات البحرية على توقف قصير في عرض البحر، حيث يُسمح للسائحين بالنزول إلى المياه لممارسة السباحة أو استخدام نظارات الغوص لمشاهدة الشعاب القريبة، بينما يفضل آخرون الجلوس على سطح اللنش، يتأملون البحر ومياهه الصافية.
سائح ألماني يدعى توماس شارك في إحدى الرحلات أكد أن الجولة البحرية القصيرة بالغردقة منحت له طاقة إيجابية استثنائية، وأن رؤية الغردقة من البحر تجعلها أكثر جمالًا مما تخيل، وأن لحظة الغروب في عرض البحر ستظل محفورة في ذاكرته كأجمل ما عاشه في مصر، ووصف الرحلة بأنها “ساعة من السحر”.
ومن جانبه، أكد بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالغردقة، أن مسؤولي شركات السياحة والمراكز البحرية في الغردقة أدركوا قيمة هذه الجولات البحرية القصيرة، لذا تحرص الشركات على تنظيمها يوميًا في أوقات متعددة تناسب رغبات السائحين، مع توفير كافة معايير السلامة والتجهيزات اللازمة، حتى أصبحت الجولة البحرية القصيرة جزءًا أساسيًا من البرنامج السياحي لأي زائر، وبرغم قصر مدتها، إلا أن هذه الرحلة تجمع بين الترفيه والمعرفة والتأمل في روعة الطبيعة، لتبقى واحدة من أكثر التجارب التي تأخذ السائح والزائر المصري إلى عالم مختلف لا يعرفه إلا من أبحر في مياه البحر الأحمر.