قصّة مؤلمة: شقيقان يفترقان إلى الأبد، أحدهما توفي أثناء العمل والآخر في حادث مروري

قصّة مؤلمة: شقيقان يفترقان إلى الأبد، أحدهما توفي أثناء العمل والآخر في حادث مروري

تدور أحداث قصة شقيقين من دمياط، حيث كان أحدهما يعمل كمدرس، بينما قرر الشقيق الأصغر البحث عن فرصة عمل في ليبيا لتأمين مستقبل أبنائه، لكن هذه الرحلة لم تدم طويلاً، إذ توفي بعد عام واحد نتيجة إصابته بماس كهربائي أثناء عمله هناك، مما ترك الأسرة في حالة من الحزن والأسى.

استعد الشقيق الأكبر للسفر لاستلام جثمان شقيقه، واسترجع ذكرياته مع شقيقه، حيث تردد صدى حديثهما في ذهنه، وكان هناك عبارة واحدة عالقة في عقله، «اوعي تروح وتسبني لوحدي»، وهي عبارة اعتاد الشقيقان على قولها لبعضهما البعض كنوع من التأكيد على عمق ارتباطهما، وكان ذلك في الوقت الذي كان الشقيق الأكبر يحمل جثمان شقيقته، قبل أن يتعرض لحادث مروري يودي بحياته، فيغادر الحياة رفقة شقيقه كما أرادا دائمًا.

وقع حادث مروري مؤسف على الطريق الساحلي بالقرب من مدينة كفر الشيخ، مما أسفر عن وفاة شخصين وإصابة آخرين، واستقبلت قرية الحوراني التابعة لمركز فارسكور هذا الحادث بصدمة كبيرة.

بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، تمكن أهالي القرية من استخراج تصريح الدفن، ليتم تشييع جثمان الشقيقين معًا في يوم واحد، حيث يقول أحد أهالي القرية: «كنا نعلم مدى ارتباطهما، وكانوا دائمًا يتحدثون عن نهايتهم، وكأن القدر جاء كما أرادوا»، مضيفًا: «أطفالهم لا يزالون صغارًا، أكبرهم لا يتجاوز عمره 14 عامًا، وما حدث أمر لا يمكن تصديقه لكنه القدر».

وأشار أحدهم إلى أن «تامر كان قلقًا على أبنائه، وكان يأمل أن يسافر ليؤمن مستقبلهم، لكنه لم يُكتب له أن يفعل شيئًا من أجلهم، بينما كان شقيقه غير مصدق لرحيله، وكان يتمنى أن يرافقه». وتابع أحد أصدقائهم حديثه قائلاً: «كانوا دائمًا يتحدثون عن رغبتهم في أن يكونوا معًا، وكأنهم كانوا مستعدين للقاء ربهم»، موضحًا أن «محمد رفض تلقي العزاء في شقيقه، وأخبرنا أن ننتظر حتى يعود ليتم تقديم العزاء فيهم معًا».

واستكمل حديثه قائلاً: «قبل سفره بيوم، أوصاني على أولاده، وكان يشعر في قلبه بأنه لن يعود»، واختتم حديثه: «لن أترك أخي وحده، هذه كانت آخر رسالة من محمد قبل سفره، وأنا مصدوم وغير مصدق لما حدث، لكن إرادة الله فوق كل شيء».

من جانبها، تلقت الأجهزة الأمنية في محافظة كفر الشيخ بلاغًا عن وقوع حادث مروري على الطريق الساحلي بالقرب من مصيف بلطيم، حيث اصطدمت سيارة نقل موتى بسيارة أخرى كانت تحمل كميات من الزيوت، مما أدى إلى وفاة شخصين وإصابة آخرين، وتوجهت قوة شرطية إلى موقع الحادث، وتم نقل المصابين إلى مستشفى بلطيم لتلقي العلاج، بينما تم إيداع الجثامين في مشرحة المستشفى لحين الانتهاء من الإجراءات القانونية.

شيع أهالي قرية الحوراني جثامين ضحايا الحادث بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية واستلام الجثامين.