فنار الأخوين: منارة بحرية بارتفاع 31 مترًا بناها البريطانيون قبل 150 عامًا، تتحول إلى وجهة سياحية لعشاق الغوص

فنار الأخوين: منارة بحرية بارتفاع 31 مترًا بناها البريطانيون قبل 150 عامًا، تتحول إلى وجهة سياحية لعشاق الغوص

في عمق البحر الأحمر، وعلى بُعد حوالي 65 كيلومترًا شرق مدينة القصير، يبرز فنار جزر الإخوين كأحد أقدم المنارات البحرية وأكثرها شهرة في المنطقة، حيث يعود تاريخه إلى عام 1883 عندما أنشأه البريطانيون كجزء من نظام متكامل لإرشاد السفن العابرة لقناة السويس وحمايتها من مخاطر الشعاب المرجانية والمياه الضحلة، ومع تزايد اهتمام السياحة بالتجارب الفريدة، يظل فنار جزر الإخوين نموذجًا يجمع بين عبق التاريخ وروعة أعماق البحر الأحمر.

هذا الفنار التاريخي، الذي يصل ارتفاعه إلى 31 مترًا، لم يعد مجرد منشأة بحرية لتوجيه السفن، بل أصبح معلمًا سياحيًا يجذب عشاق الغوص من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل محيطه الذي يُعتبر من أبرز مواقع الغوص في البحر الأحمر بفضل ما يحتويه من حياة بحرية غنية وأعماق تصل إلى 1000 متر.

ويُسمح للزوار في أوقات معينة بالصعود إلى برج الفنار للاستمتاع بإطلالته الخلابة على المياه الزرقاء المفتوحة، والتقاط الصور من موقع يجسد التاريخ والجمال في آن واحد.

ويمثل فنار جزر الإخوين قيمة تاريخية وبحرية كبيرة، حيث قامت هيئة السلامة البحرية بتجديده في عام 1993، وتعمل على تغيير طاقم تشغيله دوريًا كل شهرين، مع توفير الإمدادات الغذائية ومياه الشرب لهم بانتظام.

ولا يزال الفنار يحتفظ بعدد من مكوناته الأصلية النادرة، ومن أبرزها عدسة “فرينل” الشهيرة، المصنوعة يدويًا من شركة تشانس برازرز البريطانية، والتي تتميز بنطاق إضاءة يصل إلى 20 ميلًا بحريًا، وتصدر وميضًا ضوئيًا أبيض كل خمس ثوان، كما أنها مزودة بآلية تدوير يدوية تتطلب تشغيلها كل أربع ساعات.

وتعتبر المياه المحيطة بجزر الإخوين من أهم المواطن الطبيعية لأسماك القرش في البحر الأحمر، خاصةً قرش المطرقة، والقرش ذو الزعنفة السوداء، وقرش المانتا الأطلسي، حيث تحيط بها شعاب مرجانية نابضة بالحياة، وتستقطب عشرات اللنشات السياحية يوميًا.

تقع جزر الإخوين عند الإحداثيات: 26.314542°N, 34.843497°E، وتتميز بتكوينها الصخري وجمالها الطبيعي البكر، وتظل فنارتها شاهدًا على مرحلة مهمة من تاريخ الملاحة العالمية، ووجهة لا غنى عنها لهواة الغوص والمغامرة