قيادات الآثار تتفقد أعمال ترميم وتطوير 4 مواقع تاريخية في الإسكندرية، منها عمود السواري

قيادات الآثار تتفقد أعمال ترميم وتطوير 4 مواقع تاريخية في الإسكندرية، منها عمود السواري

قام الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ويمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار، بجولة تفقدية في عدد من المواقع الأثرية بمدينة الإسكندرية، حيث شملت الزيارة منطقة كوم الشقافة، وعمود السواري والسرابيوم، والمسرح الروماني، وذلك في إطار استراتيجية الوزارة لتحسين التجربة السياحية في المتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية.

ووفقًا لبيان صدر اليوم السبت، فإن الهدف من هذه الزيارة هو متابعة الموقف التنفيذي لأعمال الترميم والتطوير الجارية، وكذلك رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين، بالإضافة إلى التأكد من التجهيزات الخاصة بتوفير سبل الإتاحة بما يتماشى مع معايير السياحة الميسرة.

في منطقتي كوم الشقافة وعمود السواري والسرابيوم، تم تفقد مستجدات أعمال التطوير الجارية، بما في ذلك مسارات الزيارة والخدمات المتاحة للزائرين، كما تم ترميم بعض القطع الأثرية ووضعها على مصاطب في منطقة العرض المفتوحة بكوم الشقافة، وبمنطقة المسرح الروماني، وشملت الجولة أيضًا تفقد تجهيزات المتحف المفتوح للآثار الغارقة والبوابة الجديدة المؤدية إلى شارع صفية زغلول، بهدف دمج الموقع الأثري مع محيطه الحضري.

وأعرب الدكتور محمد إسماعيل خالد عن تقديره للجهود المبذولة في أعمال التطوير لتحسين التجربة السياحية للزائرين، مؤكدًا أن أعمال الترميم والتطوير الجارية تعكس التزام الدولة بالحفاظ على التراث الحضاري للإسكندرية وتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.

كما وجه الأمين العام بضرورة الإسراع في الانتهاء من هذه الأعمال لتطوير العرض المتحفي للقطع المعروضة في المناطق المفتوحة بتلك المواقع الأثرية، مع توفير وسائل التعريف بها وبالمواقع نفسها عبر زيادة عدد اللوحات الإرشادية والتعريفية والمعلوماتية بعدة لغات، وتطوير مسارات الزيارة وتعزيز سبل الإتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة بما يتماشى مع معايير السياحة الميسرة، كما طلب أيضًا رفع كفاءة مظلة الحماية الخاصة ببئر الدفن في المقبرة الرئيسية بكوم الشقافة (كتاكومب).

تعد منطقة آثار كوم الشقافة من أهم وأشهر المقابر الأثرية في الإسكندرية، حيث تعود أصولها إلى أواخر القرن الأول الميلادي واستُخدمت حتى القرن الرابع الميلادي، وتم اكتشافها بالصدفة عام 1900، وتتميز بطرازها المعماري الفريد الذي يجمع بين الطرز المصرية واليونانية والرومانية، مثل السلم الحلزوني، الحجرة المستديرة، صالة المآدب، وغرفة الدفن الرئيسية، ويضم فناء المنطقة أيضًا عددًا من المقابر المنقولة ذات الطرز النادرة مثل مقبرة تيجران، ومقبرة الورديان، ومقبرة سلفاجو، والتي أُعيد تركيبها في الموقع بعد العثور عليها في مناطق مختلفة.

أما منطقة عمود السواري والسرابيوم (أكروبوليس الإسكندرية)، فتعد من أبرز معالم الإسكندرية القديمة، وعرفت باسم أكروبوليس المدينة أو المكان المرتفع الذي يقام عليه أهم المعابد والمباني.

ويُعتبر عمود السواري أشهر معالم المنطقة الأثرية، وهو أعلى نصب تذكاري في العالم القديم، شُيد من الجرانيت الأحمر القادم من أسوان في القرن الثالث الميلادي تكريماً للإمبراطور دقلديانوس، ويبلغ ارتفاع العمود نحو 27 متراً.

بينما تعد منطقة كوم الدكة (المسرح الروماني) نافذة على قلب مدينة الإسكندرية القديمة، حيث تضم مسرحاً رومانياً نادراً يُعد من أهم شواهد العصر الروماني في مصر، ومنذ ستينيات القرن الماضي، ينفذ المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع البعثة البولندية برنامجاً متكاملاً للحفائر والترميم، والذي كشف عن معالم معمارية وحضرية متنوعة من العصور الهلنستية حتى الإسلامية.

جدير بالذكر أنه رافق مسؤولي الوزارة خلال الجولة: الدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، ومحمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية واليونانية والرومانية بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور هشام حسين، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، والدكتور حسام غنيم، مدير عام الآثار المصرية واليونانية والرومانية بالإسكندرية